Menu Close

بقلم وكاميرا فارس عيد

الضريح السادس

احمد فارس الشدياق

لم تقتصر قبور الباشوات على متصرفين وعدد من افراد عائلتيهما، بل ضمّت ضريح اديب صحفي كبير عابر للمذاهب والطائف فكرا واعتناقا ،لمع اسمه في لبنان وسائر اقطار السلطنة العثمانية وعاصمتها اسطمبول.

فارس الشدياق لبناني ماروني، اعتنق البروتستانتية

الانجيلية. ثم دخل في رحاب الإسلام فإستبق اسمه وكنيته بإسم أحمد تبريكا.

عرف بالفارياق ( المقطع الصوتي الاول من إسمه الاول

مدغم به المقطع الصوتي الثاني من كنيته).

كان جدليّ السيرة والصيت في حياته ومدفنه كما تشهد

لوحة تعريف علّقت مؤخرا على السياج المطلّ على الطريق العام بالتالي:

“هنا يرقد احمد فارس

الشدياق ١٨٠٤ – ١٨٨٧

مؤلف السّاق على السّاق في من هو الفارياق ، وأحد مشاكسي النهضة ورفيق الناس الى هذا اليوم.”

اما الضريح فمختلف عما سبقه . فهو حجرة سداسية البنيان من حجر رملي مع نوافذ طولية عالية بمنجور خشبي وحديد اسود وزجاج.

يعلو الجدران رتاج حجري تزييني وآخر نافر فوقه. وفي الاعلى قبّة حجرية يتوّجها هلال.

يُصعد الى الحجرة على درجات، وفي الداخل مرتبة رخامية مستطيلة فخمة ذات زخارف هندسية بسيطة انتصب على ناحية منها مخروط رخامي مستدقّ، دهن لاحقا باللون الأخضر كما يظهر لتبيان الابيات

التالية:

” هو الباقي

وردت من الرحمن بالعفو منهلا

وقد حزت من احسانه بالنفائس

واودعت في هذا الضريح وغوره

وقد كنت في دنياي صدر المجالس

وفي سائر الاقطار جابت جوائبي

بنشر اشمّ الطيب شمّ المعاطس

وجاوزت في الدنيا ثمانين حجّة

بها كنت حنيّ العلم زاكي المغارس

لذاك ارى بالعلم حيا اذا غدا

اخو الجهل بيتا رسمه شرّ دارس

لأني به قد عشت اجني فنونه

بأفنان آداب زهيّ كالعرائس

ومولاي في دار الخلافة قد قضى

علي فقابلت القضا غير عابس

وجئت لأوطان ترابي غدا بها

وما لنا من مورد النعيم بآيس

لأن هدى مولاي للرشد أرّخوا

احلّ دار الخلد احمد فارس

ولد في سنة ١٢١٩

وتوفّي في ٢ محرّم ١٣٠٥ هـ “

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

EN